الخميس, 2024-04-18, 5:28 PMأهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | رواية من التراث الشركسي - منتدى قوقاز العراق | التسجيل | دخول
   

شريط الاخبار

أين بلدي ؟ أين القفقاس ؟ أين انت يا قفقاس ؟ فالفرسان على صهوات خيولهم يبحثون عنك , و عند جبل البروز جلس القمر ليلا ً مناديا ً , و تلك النجوم حائرة لا تجد من يضمها أين انت ؟ أمازلت منتظرة تلك الغيمة ؟ الغيمة التي تحمل أشجع الفرسان قادمين نحوك مشتاقين لحنان أم ٍ سلبت منهم. و على خد كل فتاة دمعة ؛ نزلت حزنا ً على ما فقدوا. افتحي لنا في قلبك بابا ً من أبواب الحب لندخل عبره إلى أرضنا و اعلمي يا قفقاس أن كل شاب و فتاة هم قصص قلوب تتعذب و أشواق تتزايد , و لهفة لا يطفئها إلا اللقاء , لقاء الوطن الذي سلب منا
[ Updated threads · رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » رواية من التراث الشركسي
رواية من التراث الشركسي
alsharkseeالتاريخ: الخميس, 2012-10-11, 10:31 PM | رسالة # 1
عضو متميز
مجموعة: المدراء
رسائل: 149
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline



-رواية من التراث الشركسي-



عقد النارتيون أجتماعهم السنوي المخصص لتوزيع الجوائز، فوقف كبيرهم النارت وخاطب الجميع قائلاً:

" لدينا اليوم جائزتنا قيمتان ، أولاهما ستكون من نصيب أشجع النارتيين ، والثانية لأصبرهم على الجوع ، والفائز الأكبر هو من تكون الجائزتين "

بدأ النارتيون .. كل يتحدث عن صولاته وجولاته في ميادين الشجاعة على أمل الفوز بالجائزة. كل ذلك والنارت جالس لا يتكلم ، إلى أن إنتهو من عرض دلائل شجاعتهم . ثم وقف أحد رعاة النارتيين قائلاً :

لا يستحق هذه الجائزة سوى إبني بالتبني النارت الذي جابه مائة فارس وحده وهزمهم جميعاً .

علت إمارات الدهشة والإستغراب وجوه الحاضرين ، وهم بين مصدق ومكذب إذ كيف يتكمن رجل واحد من التغلب على مئة فارس . وهنا طلب الراعي من النارت أن يبين لهم كيف تمكن من ذلك . فنهض الراعي وهو نارتي الأصل وقال : تعلمت الخطة التي إتبعتها معهم، من كلب الصيد الذي يرافقني ،

حيث كنت عائداً من إحدى غزواتي ، حين مررنا بمحاداة قرية ، فشعرت بنا كلاب القرية فلحقت بنا ثم إحاطت بكلبي مكشرة عن أنيابها ، فما كان من كلبي إلا أن أطلق ساقيه للريح ، فلحقت به الكلاب ، ثم قلت لنفسي لن ينجو هذا الكلب من كل هذه الكلاب الشرسة .

أستمر الكلب بالهرب وبقية الكلاب تعدو خلفه ، وبدأت المسافات تتفاوت بين الكلاب حيث كان السريع ومنها البطيء ، ومنها من توقف عن الركض .. عندما شاهدت كلبي قد إستدار وعاد على الكلاب وأخد يستفرد بالكلاب التي أصبحت متفرقة في مساحة شائعة كلباً بعد الآخر حتى قى عليها جميعاً .. ونفس هذه الطريقة تمكنت من القضاء على المائة فارس ، فأعجبن النارتيون بحيلته وشجاعته وسلموه جائزة الشجاعة .

ثم قام كبير النارتيين وعرض جائزة الصبر على الجوع .. فبدأ النارتيون بسرد مواقفهم من الجوع والحوادث التي مرت عليهم ، والتي تبين صبرهم على الجوع .. وبعد إن إنتهو من ذلك وقف الراعي وقال هذه الجائزة يجب أن تكون من نصيب إبني بالتبني أيضاً ، فسألوه ولماذا يستحق الجائزة قال الراعي

" جلسنا ذات يوم حول الموائد الزاخرة بالطعام والشراب وكان معي إبني بالتبني الذي لم يمد يده إلى الطعام طيلة اسبوع قضيناه على الموائد نأكل ونشرب ، ومع ذلك كان هذا النارت أنشطا ، ولم تظهر عليه أي علامة من الجوع ، وبعد أن تعبنا من الأكل والشرب وتناول قليلاً من الطعام ثم غادر الموائد معنا ، وهنا هب الحاضرين يسألونه : ولكن كيف إستطعت الصبر على الجوع طيلة إسبوع كامل وبعدها إكتفيت بقليل من الطعام . فرد النارت عليهم وقال

" تعلمت ذلك من حادثة حصلت معي ، ففي إحدى غزواتنا ، نفذ الماء منا فطلب النارتيون مني أن أحضر لهم بعض الماء ، فذهبت أبحث عن وعاء لكي احضر الماء ، ولم أعثر إلاعلى سقاء من الجلد حملته إلى نبع الماء لأملأه ، فإنتظرت طويلاً حتى قارب النبع على الجفاف دون أن يمتليء السقاء ، ثم حملته أخيراً وعدت إلى النارتيين فشربوا وإرتووا ، ثم حدثتهم عن قصتي مع هذا السقاء ، فقالوا : لا تستغرب السقا معدة إنسان ، والإنسان مهما أكل ومهما شرب فلن يشبع أبداً .. ومنذ ذلك الحين عودت نفسي وعودت معدتي على الإكتفاء بالقليل من الطعام والشراب لكي لا أترك مجالاً لمعدتي لتسيطر علي "

وهنا تداول الحاضرين فيما بينهم ، ومن ثم قرروا إن الجائزة الثانية من نصيب هذا النارت ، وبذلك أصبح النارت هو الفائز الأكبر . ثم إقترق الجميع .

ترجمة السيد : عاطف سعيد طاس

******************




مع التحيات موقع منظمة التضامن لقفقاسي العراق



 
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » رواية من التراث الشركسي
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024