الجمعة, 2024-04-19, 11:37 AMأهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | مقاربة لمقالة بريهان قمق الثقافة الشركسية - منتدى قوقاز العراق | التسجيل | دخول
   

شريط الاخبار

أين بلدي ؟ أين القفقاس ؟ أين انت يا قفقاس ؟ فالفرسان على صهوات خيولهم يبحثون عنك , و عند جبل البروز جلس القمر ليلا ً مناديا ً , و تلك النجوم حائرة لا تجد من يضمها أين انت ؟ أمازلت منتظرة تلك الغيمة ؟ الغيمة التي تحمل أشجع الفرسان قادمين نحوك مشتاقين لحنان أم ٍ سلبت منهم. و على خد كل فتاة دمعة ؛ نزلت حزنا ً على ما فقدوا. افتحي لنا في قلبك بابا ً من أبواب الحب لندخل عبره إلى أرضنا و اعلمي يا قفقاس أن كل شاب و فتاة هم قصص قلوب تتعذب و أشواق تتزايد , و لهفة لا يطفئها إلا اللقاء , لقاء الوطن الذي سلب منا
[ Updated threads · رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى أخبار العراق » مقاربة لمقالة بريهان قمق الثقافة الشركسية
مقاربة لمقالة بريهان قمق الثقافة الشركسية
alsharkseeالتاريخ: الخميس, 2013-07-25, 6:20 PM | رسالة # 1
عضو متميز
مجموعة: المدراء
رسائل: 149
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline



إنتماؤنا القفقاسي وإملاءات المكان

مقاربة لمقالة بريهان قمق
( الثقافة الشركسية بين الخصوصية والعالمية)





محمد حسين الداغستاني‎
- عضو الإتحاد الدولي للصحفيين ، عضو اتحاد الصحفيين العرب ، رئيس نقابة الصحفيين العراقيين في محافظة كركوك - صحفي.
tadamun_k@yahoo.com
تقافزت عيناي فرحة حول حافات أسطر المقالة البديعة للكاتبة والإعلامية القديرة السيدة بريهان قمق ، وتقريباتها اللامنظورة ، المغموسة بنداء الفؤاد المتطلع الى ذرات التراب المعجونة بإعتداد النسر القفقاسي المشرئب بعنقه من فوق قمة (أوشحة مافا) (1) الشماء على رياض الله العامرة ، هناك ، في أرض الأجداد .
لقد كانت المقالة (الثقافة الشركسية بين الخصوصية والعالمية ) فرصة للدهشة ، فنادراً ما تستفزنا الكلمة والحرف ونحن نخوض هذه الأيام في وطننا الثاني العراق سعير الأحداث المأساوية ، وصخب الدماء من حولنا ، لكنه كلام ٌ في معترك ٍ عصيب ، تلمستُ في ثناياه الروح الغاضبة الرافضة للإنصياع الى إملاءات الجغرافيا في زمن ٍ أصبح فيه الكون كله مجرد قرية صغيرة !
إلاّ آن تلك العبارة الصادمة (ستكون شركسياً فقط في بلاد الشركس) والتي لم تمر على بريهان مر الكرام ، لا تعبر بالتأكيد عن ضمائر القفقاس كلهم ، والشراكسة منهم بالذات ، فلقد هيأ الله لي ومعي عدد من أبناء العمومة من أبناء عشائرنا ممثلين عن (جمعية التضامن الخيرية لعشائر الشيشان والداغستان والشركس في العراق)(2) زيارة تلك الربوع بدعوة كريمة من جمهورية الأديغي (3) ، وعشنا وأياهم لفترة قصيرة ، فوجدنا كيف يتلمس جداتنا الأديغيات أجسامنا وكأننا هبطنا عليهم من كوكبٍ آخر ، وكيف إمتعضن عندما علمن أن زوجات بعضنا غير شركسيات ، وكيف تزاحمت العوائل الشركسية لدعوتنا لزيارة كل بيت ، وكيف كان الحديث لا ينقطع عن الأكلة الشركسية (الشبست باصتة ) على كل مائدة سخية ، وكان لسان حالهم جميعاً إننا هنا بين الأهل ، حيث لا وجود للسياقات المعتادة في المجاملة والتصنع ، وإننا جزء عزيزمنهم أينما نكون ، وأن نداء العودة الى أرض الأجداد سيبقى نضراً وهاجساً يمتزج مع كرموسومات آخر نسل من أحفادنا .
وخلال تلك الزيارة الندية عقدنا جملة من الصلات الأخوية الحميمة ، وكان بينها ذلك النسغ الروحي المتصل مع الأخ غازي شمسو (وزير الثقافة في جمهورية الأديغي) مؤلف كتاب (حنين التراب) المترجم الى اللغة العربية في عمان عام 2004 والذي خاض غمار تجربة شجاعة إستطاع خلالها جلب حوالي 30 عائلة شركسية من كوسوفو، من بين أزيز الرصاص ودخان قذائف المدافع أيام كانت يوغسلافيا تعيش بدايات تمزقها في خضم الحرب الأهلية الطاحنة عام 1998، لغرض إعادة توطينهم في أرض الأجداد ، فبعد 134 عاماً خط ّ أحفاد أؤلئك الشراكسة الذين ترك أجدادهم القفقاس ، الخطوات الأولى على الأرض التي رواها أجدادهم بدمائهم وعروق جباههم ، لقد إستقبل العائدون على أرض الأديغي جمع ٌ كبير من مواطني الجمهورية الفتية ومناطق جركسيا والشابسوغ والقبرطاي وحشد من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الوزراء .. إستقبلهم الجميع بالخبز والملح ، وبالموائد الفاخرة التي إمتدت على ضفاف نهر (لابا) وكانت إحدى اللافتات المرفوعة في موقع الإحتفال تقول : ( أهلاً بكم في أرضكم أيها الأخوة الأعزاء ). إذا أين تلك العبارة الموجعة من السؤال المشروع : لماذا خاطر هذا الرجل بحياته من اجل أناس لم يلتقي بهم طوال عمره ، ولم يكن يعرف أي منهم معرفة شخصية ؟
يعلق الأخ شمسو على هذا الحدث الوجداني القومي ذو المدلول العميق قائلا ً : ( لقد شعرتْ أرواحنا بالنشوة لعودتكم ، لكن فرحتنا لن تكتمل إلاّ بعودة كل شركسي يحس بالغربة ويشتاق الى الوطن ) ثم يتساءل ( لماذا يعتبر الشركسي الذي لم يولد على أرض القفقاس ولم يراها أبداً وطناً له ؟ ) ويمضي : ( أذكر هنا ما شاهدته عام 1987 حينما قمتُ بزيارة الى مدينة حلب في سورية إذ ْ دُعيت الى بيت شركسي ، لوحة معلـّقة على الجدار مكتوب عليها (أرض الأديغي .. وطني الغالي ) .
إذاً نحن شراكسة وقفقاس أينما كنا وحيثما نعيش ، وهذه الحقيقة لا تتناقض مع ما نحمله بين الجوانح من مشاعر حقيقة للأوطان التي إحتضنت مآسينا وسقتنا ماء المكرمات ومنحتنا الأمن والهوية الوطنية ، فمن أجلها سفكنا ونسفك الدماء أنهاراً ، مثلما فعل الأجداد هناك ، ومثلما نحن جزء لا يتجزء من ذلك التراب المعجون بعرق الأسلاف ، رغم أنف تلك العبارة اليتيمة الصادمة التي ألهبت مشاعر بريهان ، وندرك جميعاً بأن حبلنا السري لم ينقطع يوماً مع عروق أشجار ومسارات أنهار وقمم ووديان وقرى ومدن وناس تلك البقاع ، هذه ليست مشاعرنا وحدنا ، إنها مشاعرهم أيضاً ، وليت الله يهيأ لها ولغيرها الفرصة لتزور بيت أي شيشاني أو داغستاني أو شركسي هناك أو هنا في العراق لكي تلمس بنفسها سعادة المرأة القفقاسية وهي تتفاخر بمطبخها الذي لا تغيب عنه وصفات اكلات الحملطش والشبست باصتة وغيرهما كثير بعد حوالي مائة وخمسين عاماً من الضياع والتشتت .
نعم ( يقول شمسو) لقد إكتسب أهلنا الذين عاشوا بعيدا عن وطنهم الكثير من عادات الذين عاشوا بيننا ، كما أنهم تركوا آثاراً حسنة لدى مضيفيهم ، لكنهم خسروا الكثير من فولكلورهم ، رغم ذلك ، فالحمدلله أنهم لم يذوبوا كما قال جدهم " لشه تسي" مثل قبضة ملح ٍ في برميل ماء !
لقد رمَتْ بريهان بحصاة شركسية صغيرة ، في بحر ساكن عميق ، وما هي إلاّ لحظات فإذا القاع يثور ، والمشاعر تحتشد متدافعة نحو الساحل ، وإذا الأمواج تتحدث لغة كأنها زقزقة عصافير ، أو أشبه بالأصوات المنبعثة من تحريك كيس مملوء بالجوز (4) ، وكم كانت رائعة وهي تصعقنا بسؤالها المشاكس : ماذا صنعنا كشراكسة في الداخل والخارج ؟
قد لا تجد كاتبتنا المبدعة قوة الروح كافية دون الفعل في أتون هذا السجال المر، لكن عشرات السنين بل أحياناً المئات منها لم تفلح في أن تمحي عن ذاكرة القفقاسي المشتت و المستميت على عشقه لـبياض الثلج على قمم (أوشحة مافا) أو لإبتسامة طفل يراوغ يد أمه لينفلت منها عبر الساحة الممتدة أمامه في قلب (خسي يورت) (5) ، أو لحفيف الريح المتغلغل بين أغصان غابات (كلاك) الكثيفة (6) ؟ .
إن مقالة ( الثقافة الشركسية بين الخصوصية والعالمية ) نداء ٌمشحون بالعاصفة المدوية ، ومترع ٌبالأناشيد السماوية .. إنها أيضاً وقبل كل ذلك شجب ٌ عزوم لمن يحرّم أبناء الأجنة المتماثلة من التواصل والحياة ، لكن الدعوة الى التواصل بيننا (الخارج) وبين إخوتنا هناك (الداخل) يفتقد الى مخارج موضوعية للتعبير عن ذواتنا وكينونتنا هنا ، أن نبحث ونفعـّل من أدواتنا الجَمْعية ، لكي تلـّم وتوحـّد وتعبـّر عن جراح الشتات النازفة المدمرة ، فقبل عدد من الأسابيع والأشهر القريبة تعرضت قرية شيشانية آمنة ، رابضة على مقربة من محافظة ديالى الى الحرق والتدمير الشاملين من قبل ميليشيات طائفية إحترفت العنف والتعصب الأعمى لزرع الموت أينما حلـّت ، أحرقت ستون داراً مع كافة موجوداتها ، وطال الحرق جامع القرية الوحيد مع ما يحتويه من نسخ القرآن الكريم والكتب الدينية ، وإستحالت ملابس الأطفال وألعابهم ومقتنيات الأمهات والجدات ، والتذكارات الثمينة الغالية ، الى ركام من الرماد الأسود ، وعاش أهلنا هناك مأساة التهجير القسري بقوة السلاح مرة أخرى بعد أن جرعها أجدادهم مرارتها قبل 130 عاما ً ، وتشتتوا ثانية ليتقاسموا الخبز مع أخوة وأبناء عمومة لهم على إمتداد العراق ، بعضهم لم يسبق وإن إلتقوا بهم قبلا ً ! فماذا فعلنا نحن من أجلهم وهم بيننا وقريبون منا ؟ بل كيف نمتلك الشجاعة لننظر الى عيون أبناء شهدائنا من الشيشان والداغستان والشركس (وقائمتهم تطول يومياً في العراق ) ونبتسم لهؤلاء الأطفال ونعّرفهم بأننا أعمامهم وعماتهم ثم لا نتوقع منهم أن لا يشيحوا بوجوههم عنّا ؟
إنها المعاناة ذاتها .. تنوء أكتافنا تحت ثقل ذلك الصندوق الخشبي المطعم بالدبابيس الفضية ، الحاوي على هسهسات عطور النرجس البري اليابس المغمور بين طيات الملابس ، والمغلق على هواجس وأسرار جداتنا هناك ، لكنها معاناة لغرابتها ندية ، موحية ، وسخية تشي بالكثير من العاطفة المشبوبة بالسحر والوجدان الحي ، ولاريب في أنه لا يجس نبض العذوبة فيها منْ لمْ يسيح كالثلج الحار الجارف من قمم القفقاس السامقة نحو الأودية العميقة والسهول الممتدة وعبر المحيطات والبحار ليستكين في النهاية على أعتاب بيوتنا ، وهذا أيضاً مبعث حزننا النبيل الذي يجمعنا مع النظرة الحَيرى للصغيرة الفضولية التي تمسكت بأحد أركان السفينة المتهالكة المهددة بالغوص الى أعماق المحيط الغاضب قبل أن تطأ قدماها أول شبر من أرض الشتات قبل مائة وخمسين عاما ً .
أيتها الأخت العزيزة بريهان ، لننفخ أولاً في مواقد أهلنا (هنا ) قبل أن نفكر في مد أقراص المحبة الحارة من تنانير أمهاتنا الى أهلنا (هناك) فلا يضيرنا تجاهل البعض منهم بقدر ما يوجعنا إحساسنا (نحن) بالغربة المزدوجة ، المكتظة بعناد الزمن الملسوع !

(*)نشرت المقالة على الموقع الشركسي wwwcircassian.narod.ru\circass
(**) كاتب وأديب من العراق ، قاد عددا من المؤسسات الإعلامية المحلية ، يرأس هيئة تحرير مجلة التضامن الشهرية القفقاسية في العراق ، يعمل أمينا لسر جمعية التضامن الخيرية لعشائر الشيشان والداغستان والشركس في العراق ، له نشريات أدبية ونقدية في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية .
(1) الجبل المبارك ، أشهر وأعلى جبل في القفقاس .
(2) جمعية خيرية قفقاسية تأسست عام 2004 في مدينة كركوك (شمال العراق) .
(3) حزيران 2006
(4) ورد الوصف في مقالة للكاتب الشركسي العراقي مؤيد حسن مصطفى بك الموسومة ( قالت لي جدتي سازة) المنشورة في العدد 14 من مجلة التضامن .
(5) مدينة داغستانية في غاية الجمال مجاورة لجمهورية الشيشان .
(6) قرية شيشانية يسمنها أجداد أغلب العوائل الشيشانية المنحدرة الى العراق من الغلغاي والأرشتغوي


***

مع التحيات
موقع جمعية التضامن الخيرية لشيشان وداغستان وشركس العراق




 
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى أخبار العراق » مقاربة لمقالة بريهان قمق الثقافة الشركسية
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024