الخميس, 2024-04-18, 8:36 AMأهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | الأخوة الثلاثة والعملاق - منتدى قوقاز العراق | التسجيل | دخول
   

شريط الاخبار

أين بلدي ؟ أين القفقاس ؟ أين انت يا قفقاس ؟ فالفرسان على صهوات خيولهم يبحثون عنك , و عند جبل البروز جلس القمر ليلا ً مناديا ً , و تلك النجوم حائرة لا تجد من يضمها أين انت ؟ أمازلت منتظرة تلك الغيمة ؟ الغيمة التي تحمل أشجع الفرسان قادمين نحوك مشتاقين لحنان أم ٍ سلبت منهم. و على خد كل فتاة دمعة ؛ نزلت حزنا ً على ما فقدوا. افتحي لنا في قلبك بابا ً من أبواب الحب لندخل عبره إلى أرضنا و اعلمي يا قفقاس أن كل شاب و فتاة هم قصص قلوب تتعذب و أشواق تتزايد , و لهفة لا يطفئها إلا اللقاء , لقاء الوطن الذي سلب منا
[ Updated threads · رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » الأخوة الثلاثة والعملاق
الأخوة الثلاثة والعملاق
alsharkseeالتاريخ: الخميس, 2012-10-11, 7:33 PM | رسالة # 1
عضو متميز
مجموعة: المدراء
رسائل: 149
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline



- الأخوة الثلاثة والعملاق -



ساءت أحوال الأخوة الثلاثة, خيم شبح الفاقة على دارهم, ففكر الأخ الأكبر بعمل يبعد عنه وعن أخويه هذا الخطر الداهم.
خرج من الدار مع الخيوط الأولى للفجر, وبقي يتجول من مكان لآخر, حتى التقى عملاقاً, اتفق معه على العمل عنده, ووقع عقداً مدته سنة واحدة, جاء فيه: "يعاقب من يغضب قبل الآخر بكي ظهره في ثلاثة مواضع ".
باشر الأخ الأكبر عمله, واتقن كل ما قام به دون أن يتأفف أو يتذمر, لكن العملاق بدأ يتأمر عليه, ويدبر المكائد, حتى يوقعه, وبقي يفكر حتى وجد ضالته في ثوره "برقون":
_ يا برقون, لا تطع أوامر الأجير حين يخرج إلى الحقل.
_ حسناً, لن أنفذ له أمرا..
أعد الرجل عدة الحراثة, وتوجه بالثور إلى الحقل, لكن الثور بدأ يخالفه,ويخرج عن خط المحراث, ويباعد بين الأثلام, فثارت ثائرة الرجل, وضرب الثور ضرباً مبرحاً.
عاد الرجل إلى الدار حين مالت الشمس إلى الغروب, وتوجه الثور إلى العملاق يشكو له, ويخبره بكل ما جرى معه, فاستدعى العملاق الرجل:
_ غضبت وضربت الثور
_ نعم, لكنه...
_ وهذا يعني أنك خالفت العقد.
_ لكن الثور..
_ وأصبح من حقي أن أكوي ظهرك في ثلاثة مواضع
_ أيها العملاق, أرجوك أن تسمعني..
_ وخسرت أجرك أيضاً.
نفذ العملاق العقوبة, عاد الرجل إلى داره محدوب الظهر, رأته زوجة الأخ الثاني التي فرحت واستبشرت خيراً. وقالت لزوجها:
زوجة الأخ الثاني التي فرحت واستبشرت خيراً, وقالت لزوجها:
_ أرأيت..؟ لقد عاد أخوك محملاً...فلماذا لاتبحث عن عمل تعود كما عاد هو..؟
_ لم أر شيئاً مما تقولين, ومع ذلك حسناً يا عزيزتي ...
خرج الأخ الثاني يبحث عن عمل, دون أن يستشر أخاه الأكبر, ويستفهم منه حقيقة الأمر, التقى العملاق نفسه, وعمل عنده, فكان مصيره مصير أخيه الأكبر عاد إلى الدار, رأته زوجة الأخ الأصغر, فقالت لزوجها:
_ عاد أخوك مثقلاً, فلماذا لاتبحث عن عمل؟ إلى متى سنبقى هكذا نشكو الفقر..؟
_ حسناً يا عزيزتي, سوف أحذو حذوه.
خرج الأخ الأصغر دون أن يكلف نفسه عناء السؤال, ليأخذ برأي أخويه, والتقى العملاق نفسه, واتفق معه على العمل عنده, حتى يحين موعد صياح"الوقوق" ويصيح, وإن يعاقب من يغضب قبل الآخر, بكي ظهره في ثلاثة مواضع.
بدأ الأخ الأصغر العمل, وأخلص فيه فأتقنه, فتحركت نوازع الشر في أعماق العملاق, الذي بدأ يفكر ليل نهار في مكيدة, توقع الأخ الأصغر, ولجأ إلى الثور"برقون" الذي أعلن الطاعة العمياء, دون أن يفكر بالأمر وعواقبه, فاطمأن العملاق بعد أيام من القلق والحيرة..
خرج الأخ الأصغر إلى الحقل ذات يوم, وبدأ بحراثة الأرض, لكن الثور أخذ يخرج عن خط المحراث:
_ انتبه يابرقون, لاتخرج عن الخط..
واصل الثور مخالفة الأخ الأصغر, فقال بهدوء:
_ حسناً يابرقون, افعل ما تشاء, ستنتهي من حراثة الأرض بسرعة, إن بقيت على هذه الحال..
وصل الثور إلى حدود الحقل, فقال له:
_ إياك أن تتجاوز الحدود يابرقون.
تابع الثور طريقه متجاوزاً حدود الحقل, فقال له الآخر الأصغر دون أن يخرج عن طوره:
_ لابأس يابرقون, تابع طريقك, أينما سرت, ومهما خالفت, سنقضي النهار في حراثة الأرض.
أدرك الثور أنه يحاول أن يثير أعصاب الرجل عبثاً, فعاد إلى الحقل,وأمضى بقية النهار منضبطاً, ويرى للعملاق كل ما جرى معه, وأكد له أن الرجل لم يغضب مهما خالفه, فامتعض العملاق, وجلس يفكر, حتى وجد ما رآه حلً:
_ غداً, سأكلفه أن يجلب الحطب من الغابة..
_ وبعد ذلك..؟
_ حين يضع الحطب في العربة, ويأمرك بالعودة تحرك ولا تخالفه..
_ سأطيعه..
_ لا.. ليس دائما.. توقف في الوادي, ولاتحرك ساكناً مهما فعل...
ذهب الرجل في اليوم الثاني إلى الغابة, ملأ العربة بالحطب, جرّ الثور العربة, وصل إلى الوادي, توقف وامتنع عن متابعة الطريق, لكن الرجل نزل من العربة بكل هدوء, واستلقى على السفح ليأخذ قسطاً من الراحة.
بقي الثور واقفاً مكانه, وبقي الرجل مستلقياً على ظهره, حتى حلق نسر فوقهما, وأخذ يحوم حولهما, فخاطبه الرجل قائلاً:
_ أيها النسر, أبلغ العملاق بمايلي : لقد عجز برقون عن جر العربة, لماذا..؟ لست أدري, ربما من شدة التعب, لكن لاتقلق..أحضر ثورا آخر,يمكن أن يساعد المسكين برقون على إخراج العربة من الوادي, لكن لاتستعجل, تعال حين يصبح العجل الذي سيولد في هذا العام ثوراً, وحين يضعوا الحبال من القنب, الذي سيزرع هذا العام.
سمع برقون ما قاله الرجل للنسر وصدقه, فانتابه الخوف, وردد في نفسه:" يا إلهي, سوف أموت من الجوع, إن بقيت هنا طوال هذه المدة". فاستجمع قواه حالاً, وجر العربة من الوادي.
وصل الثور إلى الدار منهوك القوى, سارع العملاق إليه:
_ ماذا فعلت؟.. ماذا قال لك..؟
شرح برقون للعملاق بصدق كل ما رأى وماسمع,
_ إذن, ماهو السبيل لإثارة هذا الرجل..؟
_ لست أدري يا صاحبي..
_ فكر معي يا برقون.. ساعدني..
_ يبدو أنه ليس من النوع الذي يؤخذ بسهولة..
_ نعم, هكذا يبدو .. لكن..
عاد العملاق إلى غرفته, وغرق في التفكير, ومضت أيام دون أن يجد مكيدة أخرى. كان قلقاً فلم يعرف طعم الراحة والنوم, عنيداً يفقد صواب التفكير تحت وطأة الإصرار الأعمى.
دخل الرجل إلى كوخه, ونام نوماً عميقاً بعد ان استحم بماء فاتر, وبدأ في اليوم الثاني يفكر أيضا, ويبحث عن سبيل لإثارة العملاق, وإيقاعه في ذات الحفرة التي كان يحفرها له.
مضت أيام, أدى فيها الرجل أعماله خير أداء, دون أن تظهر عليه أية علامة من علامات الضجر أو التأفف, أو أية حركة يمكن أن نثير شكوك العملاق بنواياه.
ذات يوم, صعد العملاق إلى شجرة في صحن الدار, وجلس يقلد الوقوق في صياحه, سمع الرجل الصوت فخرج من كوخه, وأمسك رمحاً, رمى به العملاق وهو يقول:
_ ما هذا الوقوق الذي جُنّ, فجاء في غير ميعاده..؟
أصاب الرمح عين المعلاق, فصاح من الألم, وقفز من أعلى الشجرة, وهو في ثورة من الغضب.
-عذراً ايها العملاق..إنما ضربت الوقوق..
-لا..أنت تكذب..هل أنت أعمى حتى لا تميز بين العملاق والوقوق.؟
-هل أنت غاضب..؟
-نعم..وسوف..
ابتسم الرجل وقال:
-أنسيت العقد أيها العملاق..؟
استسلم العملاق حالاً, ونفذ الأخ الأصغر العقوبة, فكوى ظهره في ثلاثة مواضع, وأخذ منه حقه واستعاد منه حق أخويه, وعاد إلى بيته سالماً وغانما
.........
من كتاب الأدب الشركسي القديم
حكايات شعبية
نقلها إلى العربية بتصرف
الأستاذ القدير عزالدين سطاس
******************




مع التحيات موقع منظمة التضامن لقفقاسي العراق



 
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » الأخوة الثلاثة والعملاق
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024