الجمعة, 2024-04-19, 3:06 PMأهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | حكاية عراك ابو وجيه مع الضبع - منتدى قوقاز العراق | التسجيل | دخول
   

شريط الاخبار

أين بلدي ؟ أين القفقاس ؟ أين انت يا قفقاس ؟ فالفرسان على صهوات خيولهم يبحثون عنك , و عند جبل البروز جلس القمر ليلا ً مناديا ً , و تلك النجوم حائرة لا تجد من يضمها أين انت ؟ أمازلت منتظرة تلك الغيمة ؟ الغيمة التي تحمل أشجع الفرسان قادمين نحوك مشتاقين لحنان أم ٍ سلبت منهم. و على خد كل فتاة دمعة ؛ نزلت حزنا ً على ما فقدوا. افتحي لنا في قلبك بابا ً من أبواب الحب لندخل عبره إلى أرضنا و اعلمي يا قفقاس أن كل شاب و فتاة هم قصص قلوب تتعذب و أشواق تتزايد , و لهفة لا يطفئها إلا اللقاء , لقاء الوطن الذي سلب منا
[ Updated threads · رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » حكاية عراك ابو وجيه مع الضبع
حكاية عراك ابو وجيه مع الضبع
alsharkseeالتاريخ: الخميس, 2012-10-11, 7:40 PM | رسالة # 1
عضو متميز
مجموعة: المدراء
رسائل: 149
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline



- حكاية عراك ابو وجيه مع الضبع -



كان ابو وجيه رجلاً عصامياً صلباً شجاعاً عزيز النفس كريم الخلق كسائر الشراكسة. و كان حداداً ماهراً يدير محل حدادة في قريته عين النسر يصنع العدد و الادوات المنزلية و ادوات الفلاحة والقامات والسكاكين.
لقد سمعنا منه (رحمه الله) قصة عراكه مع الضبع مرات عدة فقد كان يرويها بلغته الشركسية الرصينة بكل شغف و تفاخر معتبراً أنه كان الرجل الوحيد الذي صارع الضبع و بقي على قيد الحياة ليروي لنا تلك القصة الرهيبة التي حدثت معه في بداية خمسينيات القرن الماضي.

كان ابو وجيه يحلو له الجلوس دائماً بجانب الوجق (موقد الحطب الشركسي) في ايام الشتاء القاسية و يحتسي الشاي الشركسي الغامق و يدخن سيجارته التي لفها تواً و يقلب الجمر بعصاه الغليظة التي لاتبارحه قط و التي كانت معه في تلك اللحظات الرهيبة عندما عارك ذلك الضبع الجائع المتوحش بكل بسالة و اقدام. كان رحمه الله يلوح بعصاه الغليظة في الهواء من حين لاخر ثم يضرب بها الجمر الملتهب بقوة و كأنه يستذكر و يتعايش تلك اللحظات الرهيبة الان.
كان في منتصف العقد الخامس من العمر و كانت امسية صيفية غير مقمرة حالكة الظلام عندما كان يمشي لوحده متسلحاً بعصاه الغليظة عائداً من قرية تلعمري حيث كان في زيارة لاحد الاقارب.
يقول لقد انتابني فجاةً شعور بانني لم اكن وحدي في هذه القفر و احسست بغريزتي التي لا تخطأ بان هناك وحشاً ما يطاردني ويتبعني خطوة خطوة و ادركت انني ساكون هدفاً له. ثم مالبثت ان سمعت همهمة لهاثه و اصطكاك اسنانه و هو يركض و يحوم من حولي و يتحين الفرصة الملائمة للانقضاض علي من دون ان اراه بسبب الظلام الدامس.
شددت قبضتي على عصاتي الغليظة و أخذت ألوح بها في كل الجهات عسى أن اصيبه او اخوفه و لكن من دون جدوى. سرعان ما ازداد صوت اللهاث قرباً مني ثم قام الضبع فجاةً بضربي من الخلف في اعلى الظهر بقائمتيه الاماميتان ثم ابتعد بسرعة البرق و كرر ذلك عدة مرات و كانت الضربات المتلاحقة تزداد شدة و قوة. تماسكت بقوة و بقيت صامداً و واقفاً دون خوف او وجل امام تلك الضربات المرعبة لانني كنت على يقين من انه كان سيقضي علي و بسهولة اذا اظهرت خوفي او وقعت على الارض. و عزمت على ان لا استسلم و ان اواجه هذا الوحش الجبان بكل ما اوتيت من قوة وبكل بسالة حتى اتغلب عليه او انجو و يتابع تذكرت في تلك اللحظات العصيبة ما كان يسرده لي والدي رحمه الله عن قوة الضبع و خبثه و كيف يستعمل خوف الرجل وجبنه كسلاح ضده و يبطحه ارضاً بضربات متكررة و سريعة و من ثم يبول عليه ولهذا البول تأثير سحري حيث يفقد الرجل التوازن و الارادة والسيطرة و يشل تركيزه الذهني و نتيجة لذلك تجده يقوم و يمشي بلا وعي خلف الضبع حتى ياخذه لجحره حيث يقضي عليه و يفترسه و يجعله طعاماً لصغاره. و تذكرت ايضاً كيف انقض الضبع على احد العساكر في محرسه وهو نائم و اكله و لم يبق منه سوى بسطاره العسكري.
بقيت صامداً كالصخرة أغذ السير في طريقي بصعوبة بالغة حيث اصابني الاعياء و التعب نتيجة ضربات الضبع و ما كان لي حيلة الا ان الوح بعصاتي الغليظة في كل الاتجاهات باستمرار عسى ان اصيبه .لقد لعنت ذلك الظلام الدامس الذي كان يعمل ضدي فلولاه لكنت لقنت ذلك الوحش درساً قاسياً لقد كان الله تعالى معي في تلك اللحظات و منحني قوة و شجاعة عجيبة حتى انني كنت على يقين بانني اقدر ان امسك فكي الضبع و أشقه اذا وقع بين يدي.

وهكذا استمر الصراع المميت مع الضبع و لاكثر من ساعتين من دون ان استسلم او اتراخى او اظهر الخوف حتى وصلت مشارف قرية عين النسر حيث لاحت عن قرب اضواء البيوت المتراصة و بدأت اسمع نباح الكلاب يعلو شيئاً فشيئاً و عندها اختفى الوحش فجأةً و لم يبقى له اثر. و صلت الى بيتي أجر قدميي بصعوبة بالغة و الدماء تغطي ظهري و كتفيي.

يقول ابو وجيه لقد شكرت الله تعالى كثيراً على ان منحني عمراً آخر بأن انجاني من هذا الوحش المرعب و لن انسى تلك الحادثة ما حييت.

******************




مع التحيات موقع منظمة التضامن لقفقاسي العراق



 
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » حكاية عراك ابو وجيه مع الضبع
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024