-حكاية الصياد مع الدب -
يقال أن صيادا دخل إلى الغابة يوما ليصطاد، وطاف فيها كثيرا حتى تعب دون أن يوفق إلى صيد.
ولكي يرتاح قليلا إفترش العشب بعد أن أسند بندقيته إلى جذع شجرة، فغلبه النعاس من التعب فنام.
إقترب منه دب كبير أثناء نومه وأخذ بندقيته وأخفاها، ثم عاد يربت على كتف الصياد النائم ليوقظه، بعدها إبتعد قليلا عنه كي لايفزعه.
ولما أفاق الصياد ورأى الدب واقفا غير بعيد عنه، فزع ومد يده باتجاه جذع الشجرة حيث كانت بندقيته فلم يجدها، وجلس الدب ليشعره أنه لم يأت معتديا، فاطمأن الصياد قليلا عندما لم ير من جانب الدب أي بوادر أو نوايا عدوانية، لكنه مع ذلك بقي حذرا كما هي عادة الصيادين، ينتظر ويفكرعن سر إختفاء بندقيته، وماذا عليه أن يفعل ليخلص نفسه من هذه الورطة التي لايشتهيها أحد.
قام الدب وبدأ يصدر بعض الأصوات مؤشرا بيديه بعض الإشارات وملتفتا برأسه باتجاه محدد، ثم ليبتعد قليلا وليكرر نفس الإشارات بيديه ناظرا إلى نفس الإتجاه.
ففهم الصياد أن هناك أمرا ما لابد أن يكون هاما، يشغل فكر هذا الدب، فتبعه وهو يسير أمامه إلى أن وصلا إلى حفرة أشار إليها الدب، فنظر ليرى بندقيته فيها فأخذها، فتابع الدب السير أمامه إلى أن وصلا إلى مكان توقف فيه الدب على صخرة عالية، وبدا يشير بيده إلى ناحية معينة.
ولما كان الصياد لايرى من مكانه شيئا صعد على شجرة كانت قريبة منه، ونظر نحوالناحية التي كان يشير إليها الدب، فرأى وحشا هائلا كان قد إنتهى من أكل صغار الدب وبدأ يلعب برؤوسها فوق العشب، فما كان من الصياد إلا أن سدد بندقيته على رأس الوحش فأرداه قتيلا.
يقال أن الدب إقترب بعد ذلك من الصياد وهو يتمسح به شاكرا له ما فعل بقاتل أبنائه ودموع الحزن قد إختلطت مع دموع فرحه.
ثم عاد الدب ليبتعد عنه ويختفي في الغابة حيث كان يعيش.
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟.
حكايات من تراث القفقاس (2) ترجمة نيازي عز الدين
******************
مع التحيات موقع منظمة التضامن لقفقاسي العراق