الأربعاء, 2024-04-24, 7:05 PMأهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | قصة البخيل والكريم مع الدب والذئب والثعلب - منتدى قوقاز العراق | التسجيل | دخول
   

شريط الاخبار

أين بلدي ؟ أين القفقاس ؟ أين انت يا قفقاس ؟ فالفرسان على صهوات خيولهم يبحثون عنك , و عند جبل البروز جلس القمر ليلا ً مناديا ً , و تلك النجوم حائرة لا تجد من يضمها أين انت ؟ أمازلت منتظرة تلك الغيمة ؟ الغيمة التي تحمل أشجع الفرسان قادمين نحوك مشتاقين لحنان أم ٍ سلبت منهم. و على خد كل فتاة دمعة ؛ نزلت حزنا ً على ما فقدوا. افتحي لنا في قلبك بابا ً من أبواب الحب لندخل عبره إلى أرضنا و اعلمي يا قفقاس أن كل شاب و فتاة هم قصص قلوب تتعذب و أشواق تتزايد , و لهفة لا يطفئها إلا اللقاء , لقاء الوطن الذي سلب منا
[ Updated threads · رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » قصة البخيل والكريم مع الدب والذئب والثعلب
قصة البخيل والكريم مع الدب والذئب والثعلب
alsharkseeالتاريخ: الخميس, 2012-10-11, 8:20 PM | رسالة # 1
عضو متميز
مجموعة: المدراء
رسائل: 149
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline



-قصة البخيل والكريم مع الدب والذئب والثعلب -


يقال أنه كان يعيش في قرية من قرى شمال القفقاس الجميلة في أودية الجبال جارين في دارين متقابلين، أحدهما كان بطبعه محسنا كريم النفس والآخر كان لئيما بخيلا، رغم ذم طبع البخل والبخلاء ومدح الكرم والإحسان والكرماء المحسنين، بحسب تقاليد أغلب الشعوب القديمة.
مرعلى تلك البلاد سنوات جاع فيها الناس وساءت أحوالهم، فاضطر الجارين على السفر بعيدا بحثا عن عمل ليكون مصدر رزق لهم ولعائلاتهم.
وكان الناس في تلك الأيام يسافرون عادة على الخيول، لكن لسوء أحوال الناس في تلك الفترة إضطر الفقراء إلى بيع خيولهم لتغطية نفقات المعيشة الضرورية، ولما لم يكن قد تبقى عند هذين الجارين ما يبيعانه قررا السفر بعيدا سيرا على الأقدام بحثا عن مورد رزق، لنفسيهما وليتمكنا من إرسال بعضها لعائلتيهما في تلك القرية.
وكما جرت العادة جهزت كل زوجة لزوجها زادا يكفي عدة أيام ليأكل منه أثناء سفره، وهكذا غادرا القرية مع إبتهالات التوفيق والعودة غانمين سالمين من الأهل والأصحاب في القرية.
في الطريق وبعد أن قطعا شوطا كبيرا شعرا بالجوع والتعب فقال الكريم لرفيقه:
- لقد جعنا وتعبنا، دعنا نأكل ونستريح قليلا ثم نتابع سفرنا أيها الجار الرفيق.
فرد عليه البخيل مقترحا:
- مارأيك طالما قد بدأت وفتحت زادك وفرشته على الأرض، أن لانفتح الزادين معا، بل نأكل من زادك أولا، ثم إذا إنتهى، نبدأ بالزاد الذي معي؟
فوافق الكريم دون أن يمانع، هكذا أكلا تحت ظل شجرة من زاد الكريم، وبعد أن إستراحا قليلا تابعا المسير، وفي المساء عندما صادفهما كوخ مهجور في الغابة توقفا عنده وأشعلا نارا وأكلا من زاد الكريم حتى إنتهى كله، وفي الصباح قال الكريم لجاره:
- لقد إنتهى زادي كما تعلم في عشائنا البارحة، فافتح زادك الآن ودعنا نفطر منه.
فرد البخيل قائلا: أنا لاأنوي أن أفتح زادي الآن فالطريق مازالت طويلة، ويجب على الإنسان أن يحتاط، فإننا لانعرف متى نقطع هذه الغابة؟
هكذا تابعا المسير جائعين حتى المساء، حيث توقفا ليقضيا الليل، لكن البخيل إنتظر حتى نام رفيقه وفتح زاده وجلس يأكل منه وحده، فأفاق الكريم على رائحة الطعام وجلس ليشاركه لكن طبع البخل غلب على صاحبه فمنعه عنه وأعاد كل شيء إلى مكانه في مزودته، مما أغضب الكريم على تصرف جاره الشائن، فقال له بحزم:
- هذا فراق بيننا، في الصباح عليك أن تختار سبيلا لوحدك، فأنا لن أسير معك على نفس الطريق بعد اليوم.
في الصباح إنتظر الكريم إلى أن إختار البخيل الطريق الذي كان يتفرع نحو اليسار وسافر عليه، فأخذ الكريم الفرع الذي يتجه نحو اليمين وسافر عليه.
تابع الكريم سيره جائعا حتى المساء، حيث لمح كوخا كبيرا لايبعد عن الطريق كثيرا، فاتجه إليه ولما دخله وجد في الموقد آثار نار حديثة، حيث لاحظ وجود الجمر تحت الرماد، فعرف أن الكوخ لم يكن مهجورا، بل له صاحب فخاف ولم ينم على أرض الكوخ بل إحتاط وصعد إلى سقيفة جانبية، وجلس ليستريح فيها منتظرا عودة أصحاب الكوخ.
قبل غياب الشمس بقليل دخل ثعلب وأشعل النار وجلس إلى الموقد يستريح من تعب النهار، بعد ذلك بقليل دخل ذئب وجلس إلى الموقد وهو يقول: مساء الخير أيها الثعلب أراك قد عدت مبكرا!
بعدها بفترة دخل دب كبير وبعد أن سلم جلس إلى الموقد في الصدارة، يبدو عليه الهم والتفكير، وبعد فترة صمت طويلة قال الثعلب:
- مالكما جالسين كصنمين، والهم والحزن باديان على وجهيكما وكأنكما قد فقدتما اليوم عزيزا، دعونا نتحدث فالليل أمامنا طويل.
فرد الذئب قائلا: - وماذا نعرف من جديد لنتحدث عنه ياثعلب، فنحن من الصباح إلى المساء نجري وراء رزقنا من دون توقف، وإذا كنا محظوظين عدنا دون أن نكون جائعين.
فقال الثعلب: دعونا نتحدث كيف يحتال كل منا في حياته حتى يعيش، لابد أن لكل منا أسلوبه المختلف عن الآخر، وبالتالي سوف يجد كل منا في أسلوب صاحبه طرافة كان يجهلها قد تمتعه وتسلي عنه.
فرد الدب عليه قائلا:
إن الكلام عن هذا الموضوع خطير جدا، إذ تتوقف معيشتنا على كتمان مانعلم من أسرار، وإذا عرف غريب بتلك الأسرار ستكون بلا شك سببا لقطع أرزاقنا، وأجدادنا الذين خبروا الحياة أكثر قالوا لنا أن الحيطان لها آذان، وهم لم يقولوا ذلك عبثا، بل قالوها عن خبرة ومعاناة.
فقال الثعلب: من هو المجنون الذي سيجرأ أن يتلصص في الليل على دب وذئب وثعلب يسكنون في كوخ معزول شبه مهجور في الغابة، الكل في منطقتنا يعلم من يقيم في هذا الكوخ، والكل يعلم أن الذي يريد أن تثكله أمه، هو فقط الذي يمكن أن يفكر بالإقتراب من هذا الكوخ.
ثم تابع بعد أن ضحك: هل تظنون أن هناك مجنونا يشتهي أن يموت بين مخالب دب وذئب وثعلب وأنيابهم المدببة والحادة؟
فقال الذئب مطمئنا إلى كلام الثعلب:
- إبدأ إذا أنت ياثعلب وحدثنا كيف تقضي نهارك؟ وكيف تصيد فرائسك؟
فبدأ الثعلب كلامه مطمئنا أن ماسيقوله ليس بسر يمكن أن يستفيد منه أحد، قائلا:
- عندي لؤلؤة بيضاء براقة، أخبئها دوما تحت لساني وفي الحقول المعشبة الخضراء، حيث أتوقع وجود فرائسي من الفئران، أدحرج تلك اللؤلؤة على العشب تحت أشعة الشمس، فتخرج الفئران الفضوليه من جحورها لتستطلع ما الذي يتدحرج فوق الأعشاب وله مثل ذلك البريق الذي يخطف الأبصار وكأنها كرة من نور، فأنقض عليها وآكلها، هكذا في محاولات أخرى مشابهة وفي أماكن مختلفة، أشبع غالبا قبل حلول المساء فأعود ولؤلؤتي تحت لساني وذنبي قد نما واستطال وأصبح أجمل مما كان إلى هذا الكوخ لأنام وأخرج في الصباح لأستقبل يوما جديدا أتوقع دائما أن يكون أجمل من اليوم الذي مضى وانقضى.
هكذا ترون كم أنا سعيد بحياتي التي لاأشكو فيها من شيء كما تعلمان، فقل لنا كيف تقضي أنت نهارك أيها الذئب الرفيق.
فبدأ الذئب حديثه قائلا:
- حياتي أنا كانت صعبة جدا إلى أن تعرفت على راع أعمى أسير خلفه كل يوم من بعيد خوفا من كلابه، وعندما أجد نعجة قد تأخرت أو خروفا قد شرد عن القطيع، أنقض على رقبتها وأجرها بعيدا حتى لا يسمع الراعي أو كلابه صوته، ثم آكله لأعود بعدها إلى هذا الكوخ في المساء، ولو علم ذلك الراعي أن في قطيعه خروف أسود إذا ذبحه ووضع جلده الأسود على عينيه ونام لشفي من عماه وعاد مبصرا، وحتى يعلم الراعي ذلك السر سوف أنعم أنا بخرفانه.
هذا ببساطة هو أسلوب حياتي اليوم، وأنا أعتبر نفسي محظوظا بالنسبة لباقي الذئاب التي لاتجد في مثل هذه الأيام الصعبة ماتأكل.
حدثنا الآن أيها الدب عن نفسك وقل لنا كيف تقضي أيامك وتحصل على فرائسك؟
فبدأ الدب كلامه قائلا: حياتي أنا مختلفة تماما عن حياتكما، كما أنها أصعب وأكثرخطورة، إذ لاأجد بسهولة مثلكما في كل يوم ما آكله.
هناك في السهل الواقع بين الواديين الكبيرين غير بعيد من هنا، قرية كبيرة عند ملتقى الواديين، ولعدم وجود نبع أو بئر ماء في تلك القرية ليشرب منها أهلها، أو لتشرب منها ماشيتها من الأبقار والأغنام، يضطر أهلها الإعتماد على نسائهم وبناتهم لأخذ مواشيهم إلى عين بعيدة لسقايتها وكما يضطرون إلى جلب حتى ماء الشرب من ذلك النبع إلى المنازل خلال عودتهن لإنشغال الرجال في شؤون الزراعة.
لذا فأنا أذهب كل صباح لأكمن قرب تلك العين بحيث لايلمحني أحد وعندما أجد إحداهن قد أتت مع بعض الماشية لوحدها مبكرة أو متأخرة، من دون أن يرافقها حراسة، أخرج من مكمني مسرعا لأخطف أحد الماشية أثناء شربها أو أحد النساء إذا كانت قد أتت لتأخذ ماء وقبل أن ينتبه أحد لوجودي ثم أتغدى بما إستطعت أن أفترسه لأعود مساءا إلى هذا الكوخ.
علما أنه لايحالفني الحظ في كل مرة فأعود في مرات كثيرة جائعا كما ذهبت، ولو علم أهل تلك القرية أنهم لو أزالوا الصخرة الحمراء الكبيرة الظاهرة عند مفترق الطرق في قريتهم سينبع لهم من تحته نبع ماء أغزر وأنقى من العين الذي يستسقون منه الآن، لكن لحسن حظي لايعلم أحد بسر تلك الصخرة أحد غيري ولو علموا لإنقطع رزقي.
سمع الكريم كل ذلك وهو في السقيفة، بعدها نام الجميع لكنه من خوفه لم يستطع أن ينام، وفي الصباح من بعد الفجر غادر الرفاق الثلاثة الكوخ واحدا إثر الآخر كل إلى مصدر رزقه، فنزل الكريم واتجه أولا إلى القرية البعيدة، ولما وصل إليها دخل إلى المسجد وسأل عن الإمام فأخذوه إليه ولما قابله قال له: ماذا تعطوني إذا وجدت لكم في داخل قريتكم مصدرا للماء العذب يكفيكم ويكفي مواشيكم ويزيد؟
فقال الإمام: هذا خبر سوف يسعد الجميع، ولكن مع الأسف لاأستطيع الجواب عليه وحدي، فطلب من الشابين الذين رافقاني إلى داره أن يعلما أهل القرية بالإجتماع حالا في المسجد لسماع خبر سعيد سيفرحون به.
عندما إجتمع الناس قام الإمام ورحب بالضيف أمامهم وأخبرهم أنه يريد من ضيفه أن يبشركم بالخبر السعيد بنفسه، فما كان من الضيف إلا أن تقدم وبعد أن عرف بنفسه قال لهم:
لقد علمت بالصدفة بوجود مكان في قريتم تحته عين ماء، فماذا تعطوني إذا أخرجت بإذن الله تعالى داخل قريتكم عين ماء أغزر من العين البعيدة التي تخسرون عليها نساءكم ومواشيكم؟
فقالوا: إننا فقراء ولانملك كثيرا ومع ذلك نعطيك نصف مانملك من المواشي، فما رأيك؟
قال: لن أكون طماعا، يكفيني خروف أو نعجة عن كل بيت من بيوت القرية.
وفرح الجميع وصاحوا معا: متى؟
فقال لهم: الآن إذا أحببتم ولكن لاتنسوا أن تحضروا معكم أدوات الحفر ومهدات تكسير للحجر وتجتمعوا عند الصخرة الحمراء على مفترق السبل عند مدخل قريتكم.
وهكذا تفرق الجمع بسرعة ليذهب هو مع الإمام إلى موقع الصخرة، وبعد أن إجتمع أهل القرية في المكان رجالا وشبابا بأدواتهم كما حضر معهم من سمع بالخبر من النساء والأطفال، ليشاركوا برؤية هذا الحدث الهام بالنسبة للجميع، فطلب الكريم من الشباب أن يحفروا حول الصخرة ويكسروها من جوانبها إلى أن يتمكنوا من إقتلاعها من مكانها.
هكذا بدأ الشباب بالعمل كما شارك الشيب مع الشباب بالحفر وتكسير الصخرة حتى تمكنوا بإقتلاعها من مكانها، عندها بدأ تدفق الماء من المكان حتى شكل جدولا بدأ يشق طريقه إلى خارج القرية قبل صلاة الظهر.
فقال الإمام الذي فرح لما حصل : أرجو من الجميع أن يحضروا ما وعدوا به ضيفنا الكريم إلى باحة المسجد عند حضورهم إلى الصلاة، حيث تجمع أكثر من مائتي راس من نعاج وخرفان.
وبعد صلاة الظهر طلب الضيف من الإمام أن يبقي القطيع عنده إلى أن يعود لأنه كان يريد أن يرى الراعي الأعمى وكما رجاه بأن يرسل معه أحد الشباب ليدله على مكانه.
فأرسل الإمام معه شابين نابهين وجدوالراعي في أحد الوديان القريية مع قطيعه، وكما سقاهم الراعي الطيب من حليب نعاجه بسخاء، بعدها طلب الكريم منه أن يحدثه عن شكواه.
حكايات على لسان الحيوان من الفولكلور الشركسي (8) ترجمة نيازي عز الدين
******************




مع التحيات موقع منظمة التضامن لقفقاسي العراق



 
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » قصة البخيل والكريم مع الدب والذئب والثعلب
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024