الجمعة, 2024-04-19, 4:36 PMأهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | حكاية عجوز نقاقة كانت تنشد الراحة - منتدى قوقاز العراق | التسجيل | دخول
   

شريط الاخبار

أين بلدي ؟ أين القفقاس ؟ أين انت يا قفقاس ؟ فالفرسان على صهوات خيولهم يبحثون عنك , و عند جبل البروز جلس القمر ليلا ً مناديا ً , و تلك النجوم حائرة لا تجد من يضمها أين انت ؟ أمازلت منتظرة تلك الغيمة ؟ الغيمة التي تحمل أشجع الفرسان قادمين نحوك مشتاقين لحنان أم ٍ سلبت منهم. و على خد كل فتاة دمعة ؛ نزلت حزنا ً على ما فقدوا. افتحي لنا في قلبك بابا ً من أبواب الحب لندخل عبره إلى أرضنا و اعلمي يا قفقاس أن كل شاب و فتاة هم قصص قلوب تتعذب و أشواق تتزايد , و لهفة لا يطفئها إلا اللقاء , لقاء الوطن الذي سلب منا
[ Updated threads · رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » حكاية عجوز نقاقة كانت تنشد الراحة
حكاية عجوز نقاقة كانت تنشد الراحة
alsharkseeالتاريخ: الخميس, 2012-10-11, 7:48 PM | رسالة # 1
عضو متميز
مجموعة: المدراء
رسائل: 149
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline



-حكاية عجوز نقاقة كانت تنشد الراحة -



يقال أنه كانت تعيش في أحدى القرى عجوز نقاقة، لم يكن يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، وكما كانت لاترضى عن شيء، ولا يسعدها سعد.
كان زوجها المسكين عجوزا مثلها يتمنى الموت للخلاص من نقيقها واستمرار شكواها، وعجزه الدائم عن إرضائها، كان قد شاخ قبلها من عذابه مع أنه كان أصغر منها بسنوات.
إستفاق صباح يوم على صوتها وهي تردد على مسامعه نفس اللازمة التي تعود أن يسمعها صباح مساء:
ياعجوز، إننا بحاجة إلى كلب ليحرس بيتنا.
ياعجوز، إننا بحاجة إلى قط ليفترس الفئران.
ياعجوز، إننا بحاجة إلى ديك ليوقظنا باكرا.
ياعجوز، إننا بحاجة إلى بقرة لنشرب حليبا طازجا.
ياعجوز، إننا بحاجة إلى حصان لنحمل عليه حوائجنا.
ياعجوز، كيف يمكننا العيش بدون هذا كله؟
كان زوجها المسكين قد تعود على سماع هذه الأسطوانة، وكما كان قد بدأ يسعى ما في وسعه لتأمينها، ولكن لضيق الحال كان يؤجلها إلى أن فرجت وتمكن أخيرا من شرائها بالتدريج، ليخلص من نقها المستمر.
مرة عندما كانت العجوز مستلقية مساءا لتنام، سمعت صوت صوي فأرة كان القط قد أمسك بها، فقفزت العجوز من فراشها وهي تصيح لزوجها:
يا عجوز، إن هذا القط لايحلو له الصيد إلا عندما أريد أن أنام، ولم يعد يتيح لى فرصة للنوم ولا للراحة، لم أر في حياتي قطا قليل الذوق مثل قطنا هذا، خذ هذا القط بعيدا وتخلص منه في مكان ما بعيد عنا حتى لايعود إلينا أبدا.
وحتى لايدخل زوجها المسكين في جدال يعلم سلفا أنه الخاسر فيه، حمل القط في كيس إلى قرية مجاورة وأفلته هناك وعاد.
ووخ ...... ووخ ...... لقد إرتاحت أذناي الآن وأصبح بإمكاني أن أعرف طعم النوم من جديد.
لم تكن العجوز قد أتمت جملتها بعد عندما سمعت صوت نباح الكلب خارج البيت فصاحت:
ياعجوز، إن نباح هذا الكلب لايترك لي فرصة للراحة ولا للنوم، خذه بعيدا وأعطه لأحد حتى لايعود..... فأنا لست بحاجة إلى مزعج مثله في داري.
فقام العجوز المسكين وأخذ الكلب وأعطاه لصديق قديم في قرية مجاورة وعاد.
ووخ ..... ووخ ..... لقد إرتاحت أذناي من نباح ذلك الكلب المزعج....
إني أستطيع الآن أن أنام وأنا مرتاحة على الأقل.
وعند الصباح بينما كانت مستلقية وهي مغمضة جفنيها ولا تستطيع النوم، سمعت صوتا لم تتبينه جيدا، فرفعت رأسها وأصاخت السمع، فعرفت أن أصوات الديكة بدأت تتجاوب في القرية، والوقت قد إقترب من الصباح فقالت:
مالنا ولديوك الناس، المهم أن ديكنا لايشاركهم الصياح حتى أعرف كيف أنام، وأعادت رأسها للوسادة وأغمضت عينيها من جديد لتنام، فصاح ديكها هذه المرة وكأنه كان يقف على عظم كتفها من شدة صوته فصاحت:
ياعجوز، قم بسرعة... إني لست بحاجة إلى هذا الديك المزعج، قم وتخلص منه قبل أن أفقد عقلي.
فقام زوجها وهو في قمة الإنزعاج ورمى بالديك في الغابة وعاد.
وهكذا استمرت العجوز بشكواها اللامتناهية حتى تخلصت أخيرا من البقرة والحصان وخلي البيت من جديد وعاشا فترة قصيرة، لم يعد في بيتهما إلا الفئران التي تكاثرت بعد غياب القط من جديد.
في إحدى اليالي عضتها فأرة من أرنبة أنفها وهي نائمة فقزت وهي تصيح:
لماذا لم تعد تمسك بالفئران أيها القط اللعين؟
فأجابها زوجها ضاحكا: إن القط اللعين لم يعد موجودا أيتها العجوز.
فردت عليه غاضبة:
إذا لم يعد موجودا فعليك أن تبحث عنه وتعيده ياعجوز.
وإلا لم يعد بإمكاني الراحة ولا النوم من كثرة الفئران في هذا البيت اللعين.
وبعد أيام سرق الصوص من البيت نصيبهما من القمح عن أرضهم المؤجرة بينما كانا نائمين فقالت وهي تصيح:
ياعجوز، لوكان عندنا كلب في دارنا لما سرقنا اللصوص.
لكن العجوز المسكين آثر السكوت حتى لايزيد الطين بلة.
بعدها أصبحت العجوز لاتستطيع النوم في الليل من كثرة الفئران، فتضطر أن تنام إلى مابعد الظهر، وبقي بيتها وسخا، وطعامها بلا تحضير، وعجينها بلا خبز، باختصار، لقد ساءت أحوال العجوز التي كانت تنشد الراحة، ولم تعد تجد للراحة سبيلا.
بعدها بعدة أيام أفاقت العجوز لتجد أن زوجها قد أخذ ملابسه وحاجياته ورحل عنها بعيدا حتى يرتاح من نقها وشكواها هو الآخر.
وهكذا نكون قد علمنا
أن المرء إذا تطرف في حب الذات كان سببا في هجر حتى المحبين له.
******************




مع التحيات موقع منظمة التضامن لقفقاسي العراق



 
منتدى قوقاز العراق » منتديات قوقاز العراق » منتدى حكايات لاتنسى » حكاية عجوز نقاقة كانت تنشد الراحة
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024