بسم الله الرحمن الرحيم أعلامنا هي الشموع التي تنير لنا طريق الظلمة الحالك فهم الذين يرسمون لنا طريق النصر و التمكين فهيا بنا نكتب عنهم لكي يعرف القاضي و الداني أن الأمة الإسلامية لن تعجز أن تنجب أمثالهم
ستكون البداية من أقصى الشرق حيث الدب الروسي
الإمام منصور يعتبر الإمام منصور مؤسس أول اتحاد وطني في القفقاس. كما أنه قد جاهد لتأسيس دولة إسلامية. الاسم الأصلي لهذا القائد الشيشاني الذي أُسس فكره على مفاهيم "المريدية" و "الغزوات" هو أوشورما. ولد أشورما عام 1748 في قرية آلدي الواقعة بالقرب من نهر سنج و كان الابن الثاني في العائلة. في صغره عمل راعيا و قد سافر إلى داغستان حيث تلقى علومه على أيدي العلماء الداغستانيين هناك و حال عودته إلى الوطن أصبح إماما. إثر التوسع الروسي الذي بدأ باجتياح القفقاس رويدا رويدا في تلك الفترة شرع أوشورما، الذي كان يحظى بمحبة و شعبية عظيمتين في قلوب الناس، بالتنقل من جامع إلى جامع لوعظ الناس و تنبيههم لهذا الخطر المحدق. و كان يدعو للجهاد و النضال من أجل توحيد القفقاس. طارت شهرته و قوة شخصيته الأفاق بزمن قصير و بفضل فصاحته و قوة تأثيره تمكن عام 1783 من تحريض الشعب ضد الاجتياح الروسي غير المشروع للأراضي القفقاسية و هكذا شهد القفقاس ثورة عارمة. تمكن أثناء جهاده على مر عشرة أعوام من دحر الروس و إجبارهم على التراجع حتى ضفاف نهر الدون. أصيب بجروح بالغة و وقع أسيرا بيد الروس أثناء جهاده في أنابة عام 1791 حيث زج به في سجن سشلوسيلبرغ. استهد هذا القائد العظيم و الغازي القفقاسي في الثالث عشر من شهر نيسان لعام 1794 نتيجة الضرب المستمر بالسلاسل و التعذيب الذي تعرض لهما على أيدي الروس
الإمام شامل ولد الإمام شامل في قرية غيمري (جينو) الواقعة في داغستان عام 1797 يعتبر هذا القائد الأسطورة من أبرز الذين جاهدوا لتحقيق وحدة القفقاس والده علي بن دينغو محمد الآفاري أما والدته فهي بليخو ميسيدو من بلدة اشيلتا ابنة بير بوداخ سيد الآفار. انتسب منذ صغره إلى الطريقة النقشبندية التي تدعو الشعب القفقاسي إلى "الغزوات" ضد التوسع الروسي و قد تلقى تعليمه الأول من سعيد حاريكاني ثم من الشيخ النقشبندي جمال الدين غازي قموق أفندي الذي أفاض عليه بعلمه و الذي أصبح حماه فيما بعد. تولى الإمام شامل الإمامة بتاريخ 2 تشرين الأول من عام 1834. و أبلى بلاء حسنا في محاصرة غونيب (25 آب 1859) حيث كان يحارب دون توقف حتى تكل يداه من حمل السلاح. استمر نضاله حتى عام 1869 حيث انتقل ليقيم في كالوغا. و من ثم سافر عام 1870 إلى الحجاز مرورا باسطنبول توفي الإمام شامل الذي يعتبر أكبر قائد حرب عصابات في التاريخ 4 شباط من عام 1871 عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاما في المدينة المنورة حيث دفن في مقبرة جنة الباقية هناك
الإمام غازي محمد
ولد الإمام غازي محمد الآفاري في داغستان عام 1793 و قد كان قائد "المريدية" و "الغزوات" الثاني في القفقاس بعد الإمام منصور. عُرف بتواضعه و رغم قلة كلامه إلا أنه كان خطيبا فصيحا ذو عزم و قرار حاسم. درس الإمام غازي محمد في مدرسة العلوم الإسلامية حيث تعلم اللغة العربية. و تتلمذ على يدي أستاذيه: حاراكانلي و سعيد حاريكاني الغازي قموق. كانت مواعظه في الجوامع تحمل طابعا سياسيا إذ كان يدعو الناس من خلالها للجهاد لتحقيق الاستقلال و قد تمكن خلال فترة قصيرة أن يجمع حوله ثلاثة آلاف شخص. و في عام 1829 أصبح إماما و قد سافر خلال فترة إمامته (1829 ـ 1832) للنضال ضد النظام الإقطاعي في خنزاخ مركز سلاطين الآفار و تاركو و الشيشان الذين كانوا يمثلون آنذاك أكبر عقبة في طريق الاستقلال. خاض الإمام غازي محمد نضالا طويلا ضد الروس و استشهد في 17 تشرين الأول 1832 أثناء دفاعه عن غيمري
جوهر دوداييف ولد محقق حلم جمهورية الشيشان بالاستقلال جوهر دوداييف في شهر شباط من عام 1944 في قرية يالهو الواقعة في جمهورية الشيشان. و قد وعي و منذ نعومة أظافره ظلم الاحتلال الروسي إذ كانت عائلته من ضمن العائلات التي هُجِّرت إلى سيبيريا بتاريخ 23 شباط 1944و كان حينها لا يزال طفلا رضيعا لا يتعدى عمره أياما معدودات. عاش دوداييف سنوات طفولته الأولى في ظروف صعبة في أرياف سيبيريا القاحلة حيث أتم هناك مرحلة التعليم المتوسط. تخرج عام 1962 من كلية تامبوت العسكرية العليا للطيران و عام 1966 من كلية الطيران البعيد المدى و إعداد الطيارين الجويين والمهندسين. و بإتمامه التحصيل الدراسي في أكاديمية كاكارغين للطيران الحربي عام 1974 حاز على درجة قبطان أول و مهندس. منحته الحكومة الروسية 12 وسام شرف و ترقى لرتبة فريق. كان دوداييف أول مسلم يحصل على منصب قائد لفرقة عسكرية في القوات الجوية الاستراتيجية السوفيتية
لقبته روسيا بالقائد "العاصي" بسبب رفضه لقمع حركات الاستقلال في جمهوريات البلطيق (كان ذلك قبل تسلمه الرئاسة في جمهورية الشيشان). إذ كان قد تلقى أوامر من موسكو، لدى تأديته لعمله في القوات الجوية الاستراتيجية في فيلار في أستونيا، بقمع حركات الاستقلال التي بدأت في دول البلطيق عن طريق استخدام القوة العسكرية. لكنه رفض الانصياع لهذه الأوامر قائلا:"لا أحارب قط شعبا يناضل من أجل استقلال بلاده". فتقوم موسكو التي لم تتحمل "عصيانه" ذاك بنفيه مع قوته العسكرية إلى غروزني. و في شهر أيار من عام 1990 يقدم دوداييف استقالته من منصبه. لم تكن روسيا لتعلم بأن هذا القائد "العاصي" سيقود ضدها حركات ثورية في المستقبل
دُعي دوداييف في شهر تشرين الثاني من عام 1990 لحضور اجتماع مجلس الشورى الشيشاني و قد تم انتخابه لرئاسة هذا المجلس الذي تحول اسمه فيما بعد ليصبح "الكونغرس الشيشاني القومي". ساند جوهر دوداييف غورباتشوف لدى محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت ضد هذا الأخير (19 ـ 21 آب 1991). و قد ترأس الحركات القومية التي قامت لإسقاط حكومة جمهورية الشيشان ـ أنغوشيا و التي كانت قد تعاونت مع أولئك الذي حاولوا إسقاط حكومة غورباتشوف. دعمت القوى الديموقراطية و المتنورين و سائر الشعب الشيشاني جوهر دوداييف الذي انتُخب رئيسا للشيشان بناء على الانتخابات العامة التي جرت بتاريخ 27 تشرين الأول 1991 و حصل فيها على نسبة 85 %. ردا على حركة الإبادة و الاحتلال التي شنتها روسيا ضد الجمهورية الشيشانية بتاريخ 11 كانون الأول 1994 نادى دوداييف بالشعب الشيشاني للجهاد قائلا:"لن يدخل الروس بلادنا ما دمنا أحياء". تكلل النضال الذي خاضه الشعب الشيشاني على مدى عامين متاليين بزعامة دوداييف بالنصر المشرف لجمهورية الشيشان. و بإجلاء الروس عن الأراضي الشيشانية أضيفت صفحة ذهبية أخرى إلى تاريخ الشعب القفقاسي. استشهد قائد الحرية الشيشاني جوهر دوداييف في 21 نيسان 1996 نتيجة عملية اغتيال مدبرة
المصدر: http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=850777 |